منازل السائرين

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ومن والاه وبعد ..فمن منازل السائرين إلى طريق رب العالمين من منازل إياك نعبد وإياك نستعين منزلة تميز بها أهل النفاق من أهل الإيمان ،وسكان الجنان من سكان النيران ،هذه المنزلة هي المنزلة التي من لم يسر عليها فهو من المنقطعين الهالكين ؛لأنها هي روح الأعمال والباب الذي دخل منه الواصلون إلى حضرة ذي الجلال،وهوأساس بناء الدين ،وعمود فسطاط اليقين ،درجته تالية لدرجة النبوة التي هي أعلى درجات العالمين .
نعيش مع منزلة الصدق وأهميته في حياة المسلم ،أولا:ماهو الصدق ؟ عرفه الامام القشيري رحمه الله فقال ان لايكون في أحوالك شوب (الشوب :ما اختلط بغيره من الاشياء)،ولا في اعتقادك ريب ،ولافي أعمالك عيب .
الصدق طمأنينة للقلب في الحديث الذي أخرجه الترمذي من حديث الحسن بن علي رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
<<دع ما يريبك إلى ما يريبك فان الصدق طمأنينة والكذب ريبة >>.
ثانيأ:الصدق صفة الأنبياء والاولياء: الصدق صفة الأنبياءالأولى ،فهم عليهم السلام في القمة العليا من مكارم

الأخلاق ؛ولهذا كان الصدق من صفاتهم الواجبة عليهم ،التي تميزهم عن غيرهم ،وقد مدحهم الله عز وجل في عديد من الآيات في
سورة مريم وفي غيرها من السور . وسيد الصادقين سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام شهد الله له بالصدق
فقال تعالى وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ سورة الزمر(33)
ولقد وعى الصحابة الأوائل قيمة الصدق وعبروا عن وعيهم به أصدق تعبير فنجد الفاروق عمر رضي الله عنه يوصي بالصدق
فيقول عليك بالصدق وإن قتلك .ويقول سيدنا عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أربع من كن فيه فقد ربح :الصدق ،والحياء ،وحسن
الخلق ،والشكر ..فما أحوجنا إلى الصدق خاصة من يعد الناس بقضاء مصالحهم ،وحاجاتهم ثم لا يفي بوعده !ولا يصدق في حديثه
فتلك علامة المنافق أعاذنا الله وإياكم من النفاق ،والكذب،وجعلنا من الصادقين .اللهم اجعل لنا لسان صدق في الاخرين واحشرنا مع
1. النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقًا مع الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ
2. فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ