كثير من البيوت يسكنها الجن وهؤلاء يقال لهم عُمّار البيوت، منهم من يؤذي أصحاب البيت، ومنهم من لا يؤذي، وأحيانًا يظهرون لهؤلاء السكان وأحيانًا لا يظهرون، ومن الغريب أن بعض الناس إذا أرادوا أن يسكبوا ماء ساخنًا في المغسلة مثلاً بدلاً من أن يقولوا "بسم الله" يقولون "دستور" وهذا معناه أنّهم يطلبون الإذن من الجن كأنهم يقولون من بعد إذنكم، مع أنهم هم أصحاب البيت وليس الجن، فالأولى بهم أن يقولوا "بسم الله الرحمن الرحيم". ومن الجن من يسكن ضفاف الأنهر ومنهم من يسكن الكهوف ومنهم من يسكن عند السواقي ومنهم من يسكن في باطن الأرض، ذُكر عن رجل في زمن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بال في جُحر وكان هذا الجُحر مسكن جن كفرة فخطفوه وأنزلوه إليهم إلى باطن الأرض وأبقوه عندهم وقتًا، وفي مدة مكثه عندهم وجد أن أكثر طعامهم الفول، وبقي عندهم مدة طويلة إلى أن غزا هذه القبيلة جن مؤمنون فغلبوهم وأخذوه منهم، ثم إنهم خيّروه بين أن يبقى عندهم أو أن يرجع إلى أهله، فاختار الرجوع فتركوه فخرج إلى أهله بعد غياب أربع أو خمس سنوات.