حكم الأكل في المسجد
الأكل في المسجد مباح بشرط أن لا يلوث المسجد وأن لا يأكل فيه ثوما ولا بصلا ولا كراثا ولا ماله رائحة كريهة فإن طبخت هذه الأمور زالت الكراهة
وَإِن يَكُن أَبخَرَ فَأمنَعهُ مَسجِدَنا ** كَما نَهى عُمَرُ المَجذومُ وَامتَثِلِ
إذا كان بالانسان بخر محكم فلا شك أن رائحة فمه تزيد عن رائحة فم أكل الثوم والبصل وهذ مع ظهوره كان الشيخ ولي الدين الملوي رحمه الله يفتى به ويمنعه من المسجد والمجذوم ومن به صنان متحكم كالأبخر.
روي عن عمر رضي الله عنه « أنه رأى جارية مخذومة تطوف بالبيت فقال يا أمة الله لو جلست في بيتك لا تؤذي الناس فتركت الطواف ولزمت بيتها فلما مات عمر رضي الله عنه قيل لها إن الذي نهاك قد مات فاخرجي وطوفي فقالت ما كنت لاطيعه حيا واعصيه ميتا »
كُل سُمُوماً بِروثِ البَطنِ صَفرت ** في بَحرِ مذهَبِنا ذا النَقلِ وَهوَ جَلي
بِعُسرٍ تَمييزُهُ كالدُودِ في قَصَبِ ** أو في الجُبنِ وَدودِ الخَل لا تَهِلِ
قال الروياني في «البحر» يجوم أكل السمك الصغير وفي بطنه الروث لأن الأولين لم يكونوا يتتبعوه ويخرجوا ما في بطنه ولا يكلفون الناس تتبعه وهذا واضح وقد صحح «الرافعي» جواز ابتلاع السمكة حية مع أن في بطنها الروث وهذا كما يجوز أكل دود الجبن والقص والفاكهة معها والجبن بضم الجيم والباء وتشديد النون لغة في الجبن.
«وَقتُ الضَرُورَةِ كُل مِن مَيتَةٍ حُرِمَت ** حِفظَ الحَياةٍ ولا تَشبِع مِنَ الدَغلِ »
الميتة إن كان حلالا حالة الاختيار فواضح والميتات التي تحل من غير ذكاة خمسة السمك والجراد والجنين والصيد إذا مات بثقل الجارحة فأكل هذه الأربعة حلال وما عداها حرام إلا دود الجبن والفاكهة فإنه يؤكل معها ولا يؤكل منفردا على الأصح وأكل الميتة حال الضرورة مباح إذا خاف على نفسه موتا أو مرضا إن لم يأكل فيجب الأكل على الصحيح حفظا للحياة ولا يجوز أن يأكل منها زيادة على ما يحفظ الحياة ويقيم صلبه للمشي ولا يحل الشبع إلا إذا لم يتوقع حلالا قريبا أو خاف الضر على نفسه بسبب انقطاعه عن الرفقة إن لم يشبع ويجوز أن يتزود من الميتة إن لم يكن أمامه طعام حلال على الأصح في الروضة.
لأَكلِ الحَبَةِ السودا حُصولَ شَفاً ** مِن كُلِ داءٍ هي الشونيزُ خُذ
وَكُل تَنفي البَرايدَ وَالأخلاطَ عَنكِ ** إذا أكَلتَها بِالجنى مِن نَحلَةِ العَسل
لِلمُصطفى في السَماءِ قالَت مَلائِكَةٌ ** مُر بِالحِجامَةِ شاكيَ الداءِ وَالعِلَلِ
ما مَرَ في مَلأ إِلا وَقالَ لَهُ ** مُر أَمَةُ لَكَ فَلتَحجُم وَتَمتَثِلِ
في سابِعِ العَشرِ أو مُرهُم بِتاسِعَةٍ ** أو بعَدَ عِشرينَ في الحادي بِلا حَولِ
في الصحيح: «الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام» والسام الموت وإذا أكلت بالعسل قطعت البرايد والاخلاط والشونيز بضم الشين المعجمة والنون ثم بالياء المثناة تحت ثم بالزاي في آخره هو الكمون الاسود على الصحيح المشهور ويوضحه قوله صلى الله عليه وسلم في الحبة السوداء: «وهي التي تنبت في الملح» يعني في الأرض المالحة لأنها أكثر ما تنبت في الأرض السبخة المالحة وحديث الحجامة في «مختصر حلية الأولياء» }بهذا المعنى ورواه البيهقي في «السنن الكبرى» الأمر بها في السابع عشر والتاسع عشر والحادي والعشرين.
وَأَغمِس ذُباباً هَوى فَالغَمسُ فيهِ ** شِفا نَصُ الحَديثِ أتَى بِالغَمسِ فامتَثِلِ
وَلِلزَنابيرِ هذا الحُكم إن وَقَعَت ** كَذا البَعوضُ وَخُلُص نَحلَةَ العَسَلِ
خُصُ العُمومِ بِأَمرِ الغَمسِ إِن حُيِيت ** بِالنَهي عَن قَتلِها تَرمي مَعَ النَبلِ
أداب الاكل_الشيخ محمد زغلول بن علي زغلول الأنباني
--------------------------------------------------------------------------------
موقع أم الكتاب و موقع نداء الإيمان