أصابه هم أو حزن : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله همه وأبدله مكان حزنه فرحا قالوا يا رسول الله ينبغي لنا أن نتعلم هذه الكلمات قال أجل ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن"( )
فيكرره كل يوم ثلاثا ، خمسا ، سبعا ، ويتحرى مواطن الإجابة ، ويجتهد أن يكون سؤاله بصدق ، وبتضرع ، وإلحاح ، وشفقة ، وحرص شديد أن يجاب وأن يعطى ، إن بعض الناس لا يعرف الإلحاح في المسألة إلا في مطالبه الدنيوية المادية ، أما الأمور الدينية فتجد سؤاله لها باردا باهتا ، هذا إن دعا وسأل .
ومن الاستعانة بالله في حصول تدبر القرآن ما شرع لقارئ القرآن من الاستعاذة بالله تعالى من الشيطان الرجيم ، ومن البسملة في أوائل السور ففيها طلب العون من الله تعالى على تدبر القرآن عامة والسورة التي يريد قراءتها خاصة .
الوسيلة الثانية: فعل الأسباب:
وخير الأسباب وأنفعها في هذا المقام العلم ووسيلته : القراءة ؛ أي القراءة عن عظمة القرآن مما ورد في القرآن والسنة وأقوال السلف في تعظيمهم للقرآن وحبهم له .
أقترح على كل راغب في تحصيل حب القرآن أن يضع له برنامجا يتضمن نصوصا من القرآن والسنة وأقوال السلف ، فيها بيان لعظمة القرآن ومكانته ، ويرتبها على مستويين : متن ، وشرح ، فالمتن يحفظ ويكرر ، والشرح يقرأ ويفهم ، ويتم ربط المعاني التي تضمنها الشرح بألفاظ المتن( ) .
ويرجى بإذن الله تعالى لمن طبق هذا البرنامج أن يرزقه الله حب القرآن وتعظيمه ، الذي هو المفتاح الرئيس لتدبر القرآن وفهمه ، وكل كلام يقال في هذا الموضوع فهو متوقف عليه ، وهذا السر في أن الكثير منا يقرأ في هذا الموضوع ولا يخرج بأي نتائج إيجابية .
فأكثر من القراءة عن القرآن ، اقرأ باستمرار عن حال السلف مع القرآن وقصصهم في ذلك وأخبارهم .
ينبغي أن نعلم أن عدم حبنا للقرآن ، وعدم تعظيمنا له سببه الجهل بقيمته ، مثل الطفل تعطيه خمسمائة ريال فيرفض ويطلب ريالا واحدا ، فكذلك من لا يعرف قيمة القرآن يزهد فيه ويهجره ويشتغل بما هو أدنى منه .
لو أعلن عن كتاب من يختبر فيه وينجح يمنح عشرة مليارات ؛ فكيف يكون حرص الناس وتعلقهم بهذا الكتاب ؟ وكيف يكون الطلب عليه ، والاشتغال بمذاكرته ؟
إن القرآن كتاب من ينجح فيه يمنح ملكا لا حدود له .
إن الكثير من المسلمين تعظيمه للقرآن تعظيم مجمل ، فحد علمهم : أنه كتاب منزل من عند الله ، تعبَّدنا بتلاوته في الصلاة ، ونقرأه على المرضى للشفاء ، أما العلم التفصيلي بعظمة القرآن ومكانته وما يحققه من نجاح للإنسان في هذه الحياة فهو محل جهل عند الكثيرين ، وأضرب لذلك مثالا : لما تسمع عن شخص عظيم له أثر في التاريخ يتكون لديك صورة إجمالية عنه ، ويصبح له مكانة في نفسك ، وعندما تقرأ كتابا من 600 صفحة عن بطولاته وتضحياته وقصص كرمه وبره للناس ، وما حققه من إنجازات ، وما قام به من مرؤات ، تعيش مع هذا الكتاب مدة شهر حرفا حرفا فبكل تأكيد أن صورة هذا القائد أو المصلح ستزداد عمقا ، ويزداد حبك وتعظيمك له ، وهذا التأثر أمر مشاهد لا يمكن لأحد إنكاره ، فلم لا نوظفه لزيادة حبنا وتعظيمنا للقرآن الكريم وتعلقنا به ، فإذا فعلنا ذلك فإن هذا الكتاب العظيم سيزيد حبنا وتعظيمنا لله عز وجل ، وبهذا نصل إلى مرتبة ودرجة أولياء الله المتقين ، الذين لا خوف عليهم ولا هم يخزنون ، الذين لو أقسم الواحد منهم على الله لأبره ، وحقق له أمنيته .
المفتاح الثاني : أهداف قراءة القرآن
تمهيد: في التنبيه إلى استحضار أهداف قراءة القرآن
معظم الناس إذا سألته لماذا تقرأ القرآن ؟ يجيبك لأن تلاوته أفضل الأعمال ، ولأن الحرف بعشر حسنات ، والحسنة بعشر أمثالها ، فيقصر نفسه على هدف ومقصد الثواب فحسب ، أما المقاصد والأهداف الأخرى فيغفل عنها .
والمشتغل بحفظ القرآن تجده يقرأ القرآن ليثبت الحفظ ، الهدف تثبيت الحروف وصور الكلمات ، فتجده تمر به المعاني العظيمة المؤثرة فلا ينتبه لها ، ولا يحس ولا يشعر بها ؛ لأنه قصر همته وركز ذهنه على الحروف وانصرف عن المعاني ؛ فلهذا السبب تجد حافظا للقرآن غير عامل ولا متخلق به .
وجمع الذهن بين نيات ومقاصد متعددة في وقت واحد عملية تحتاج إلى انتباه وقصد وتركيز .
وفي أي عمل نعمله كلما تعددت النيات وكثرت كلما كان العمل أعظم أجرا وأكبر تأثيرا على العامل ، مثل الصدقة على ذي الرحم : صدقة وصلة ، ومثل النفقة على الأهل : نفقة وصدقة .
وقراءة القرآن يجتمع فيها خمس مقاصد ونيات كلها عظيمة ، وكل واحدة منها كافية لأن تدفع المسلم ليسارع إلى قراءة القرآن ، ويكثر الاشتغال به وصحبته. وأهداف قراءة القرآن مجموعة في قولك ثمَّ شعَّ ) : (الثاء) : ثواب ، (الميم) : مناجاة ، مسألة ، (الشين) : شفاء ، (العين) : علم ، (العين) : عمل .
فمتى قرأ المسلم القرآن مستحضرا المقاصد الخمسة معا كان انتفاعه بالقرآن أعظــم ، وأجره أكبر ، قال النبي §:"إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى"( ) ، فمن قرأ القرآن يريد العلم رزقه الله العلم ، ومن قرأه يريد الثواب فقط أعطي الثواب ، قال ابن تيمية ’: " من تدبر القرآن طالبا الهدى منه تبين له طريق الحق"( ) ، وقال القرطبي ’: " فإذا استمع العبد إلى كتاب الله تعالى وسنة نبيه § بنية صادقة على ما يحب الله أفهمه كما يجب ، وجعل في قلبه نورا"اهـ( ) ومن قرأ القرآن يريد النجاح يسر الله له النجاح .
الهدف الأول : قراءة القرآن لأجل العلم
المسألة الأولى : أهمية هذا المقصد:
هذا هو المقصد المهم ، والمقصود الأعظم من إنزال القرآن ، والأمر بقراءته ، بل ومن ترتيب الثواب على القراءة ، قال الله عزوجل : {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} [(29) سورة ص ] ، {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} [(82) سورة النساء] ، {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءهُمُ الأَوَّلِينَ} [(68) سورة المؤمنون] ، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [(37) سورة ق ] .
قال ابن مسعود _ : " إذا أردتم العلم فانثروا هذا القرآن فإن فيه علم الأولين والآخرين "اهـ( ) ، وقال الحسن بن علي ù : " إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل ، ويتفقدونها في النهار "اهـ( ) ، وقال مسروق بن الأجدع ’ - وهو من كبار تابعي الكوفة وأجمعهم لعلم الصحابة - : " ما نسأل أصحاب محمد § عن شئ إلا وعلمه في القرآن ولكن قصر علمنا عنه "( ) ، وقال عبد الله بن عمرù : " لقد عشنا دهراً طويلاً وإن أحدنا يؤتى الإيمان( ) قبل القرآن ( ) فتنزل السورة على محمد § فنتعلم حلالها وحرامها وآمرها وزاجرها وما ينبغي أن يوقف عنده منها ، ثم لقد رأيت رجالا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان ، فيقرأ ما بين فاتحة الكتاب إلى خاتمته لا يدري ما آمره ولا زاجره وما ينبغي أن يقف عنده منه ينثره نثر الدقل "اهـ ( ) ، وقال الحسن البصري ’: " ما أنزل الله آية إلا وهو يحب أن يعلم فيم أنزلت وما أراد بها " ( ) وعن عبد الله بن عمر ù قال : " عليكم بالقرآن فتعلَّموه وعلِّموه أبناءكم فإنكم عنه تسألون ، وبه تجزون ، وكفى به واعظاً لمن عقل "اهـ( ) ، وقال الحسن البصري ù: " قراء القرآن ثلاثة أصناف : صنف اتخذوه بضاعة يأكلون به ، وصنف أقاموا حروفه ، وضيعوا حدوده ، واستطالوا به على أهل بلادهم ، واستدروا به الولاة ، كثر هذا الضرب من حملة القرآن لا كثرهم الله ، وصنف عمدوا إلى دواء القرآن فوضعوه على داء قلوبهم ، فركدوا به في محاريبهم ، وحنوا به في برانسهم ، واستشعروا الخوف ، فارتدوا الحزن ، فأولئك الذين يسقي الله بهم الغيث وينصر بهم علىالأعداء ، والله لهؤلاء الضرب في حملة القرآن أعز من الكبريت الأحمر " اهـ ( )
قال أحمد بن أبي الحواري ’: "إني لأقرأ القرآن وأنظر في آيه ، فيحير عقلي بها، وأعجب من حفاظ القرآن كيف يهنيهم النوم ، ويسعهم أن يشتغلوا بشئ من الدنيا وهم يتلون كلام الله ، أما إنهم لو فهموا ما يتلون ، وعرفوا حقه فتلذذوا به واستحلوا المناجاة لذهب عنهم النوم فرحاً بما قد رزقوا "( )
المسألة الثانية : العلم الذي نريده من القرآن :
ما العلم الذي نريده من القرآن ؟ أهو علم الصناعة ؟ أو الزراعة ؟ الإدارة ؟ علم الدين ؟ علم الدنيا ؟
يجيب ابن القيم ’ على هذه المسألة المهمة بأبيات جميلة يقول فيها :
والعلم أقسام ثلاث ما لهـــــــــــــا من رابع والحق ذو تبيـــــــــان
علم بأوصاف الإله وفعلــــــــــــه وكذلك الأسماء للرحمـــــــــــــن
والأمر والنهي الذي هو دينــه وجزاؤه يوم المعاد الثــــــــــــاني
والكل في القـرآن والسنن التي جاءت عن المبعوث بالقرآن
إننا نريد العلم الذي يحقق لنا النجاح في الحياة ، يحقق لنا السعادة ، والحياة الطيبة ، والنفس المطمئنة ، والرزق الحلال الواسع ، ويحقق لنا الأمن في الدنيا والآخرة ، نريد العلم الذي يولد الإرادة والعزيمة ، ويقضي على كل مظاهر الفشل والإخفاق في جميع مجالات الحياة ، إنه : العلم بالله تعالى والعلم باليوم الآخر ، العلم بالله تعالى أوله العلم المقتضي للا ستغفار كما قال تعالى : {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ} [(19) سورة محمد] ، فالعلم الذي يورث الاستغفار ، ويدفع إليه هو العلم المؤدي للنجاح ، وهذا العلم هو : علم لا إله الا الله ، على وجه يحقق المقصود لفظا ومعنى .
قال ابن عباس ù- في تفسير قول الله تعالى:{ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} [(28) سورة فاطر ] -: هم الذين يعلمون أن الله على كل شئ قدير.
ولفظ العلم مصطلح واسع جداً ، وإطلاقاته كثيرة ، وهو لفظ جذاب ، وكل يصطفيه لنفسه ويعتبر ما عداه ليس بعلم ، ومن ذلك : أهل العلوم الدنيوية يسمون معارفهم علما ، ويسمون العلوم الأخرى - بما فيها علوم الدين- : أدبا ...الخ ، وكل ذلك يعتبر علما فكل معرفة علما ، لكن مجالاته متعددة ، ويقيد فيقال علم كذا ، أما إذا أطلق العلم عند المسلمين وفي القرآن والسنة خاصة فيراد به ماذكره ابن القيم ، وأيضا شاع بين الناس قصر هذا العلم على قسم واحد منه وهو العلم بالحلال والحرام ، وهذا خطأ شائع ، فيقصرون كل فضل وارد في العلم في القرآن والسنة على علم الفروع أي الفقه ، أو المسائل الخلافية من علم الاعتقاد ، أما الأصول المتفق عليها فيصرف اللفظ عنها ، وقد تجد من يجادل في هذه الحقيقة ، فالصحيح أن العالم حقا هو من يخشى الله تعالى ، وإن كان لا يعرف كتابة اسمه ، كما قيل :
ورأس العلم تقوى الله حقا وليس بأن يقال لقد رئستا
وقال ابن مسعود _ :" كفى بخشية الله علما وكفى بالاغترار بالله جهلا " ( )
المسألة الثالثة : كيفية تحقيق هذا المقصد :
إن مما يعين على تحقيق هذا المقصد أن تقرأ القرآن كقراءة الطالب لكتابه ليلة الامتحان ، قراءة مركزة واعية ، قراءة من يستعد ليختبر فيه إختباراً دقيقا .
إننا في هذه الحياة مختبرون في القرآن ، فمنا الجاد النشيط الذي يذاكر هذا الكتاب باستمرار ، وأجوبته حاضرة وراسخة ، ومنا المهمل المقصر اللاعب الذي إذا سئل عن شئ في القرآن قال : هاه هاه ! لاأدري .
أن تقرأ القرآن قراءة الإداري للائحة النظام التي تنظم عمله ، وتحدد الإجابة عن كل معاملة ، ويحتاج إلى الرجوع إليها يوميا ، إنه من المقرر أن الإداري الناجح هو من يحفظ اللائحة ويفهمها فهما دقيقاً شاملاً ، وبه يتفوق المتفوقون في الإدارة والقيادة.
إن القرآن هو الذي يجب الرجوع إليه في كل موقف من مواقف حياتنا ، وعليه فمن أراد أن يكون شخصا ناجحا في الحياة فعليه بحفظه وفهم نصوصه ، ليمكنه الحصول على الإجابات الفورية والسريعة والصحيحة في كل حالة تمر به في حياته.
وقد ورد في القرآن الكريم عدد من الصور والنماذج لهؤلاء الناجحين:
من ذلك جواب النبي §لأبي بكر _ إذ هما في الغار : { لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا } [ ( 40) سورة التوبة ] ، وجواب موسى À لقومه : { كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} [(62) سورة الشعراء] ، وجواب يوسف À لما دُعي للفحشاء : { مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} [(23) سورة يوسف] ، إنها ردود سريعة وحاضرة وقوية في أصعب المواقف التي تمر بالإنسان ، وتطيش فيها عقول الرجال . إنه الثبات والرسوخ ممن حفظوا كتاب ربهم ، وفقهوا ما فيه .
المسألة الرابعة: من تطبيقات مقصد العلم:
أن تضع في ذهنك معاني وأسئلة محددة تريد البحث عن جوابها في القرآن ، مثلك في هذا مثل : من يسير في طريق وهو خالي الذهن ؛ أو من يسير وهو يبحث عن هدف معين ، إنه من المشاهد - مثلا - أننا نمر بالشارع مرار وتكرارا فلا ننتبه لوجود محل معين فيه إلى أن نحتاج إليه فنبدأ بالتركيز والبحث فنكتشفه ، وقبل ذلك لو سئلنا هل يوجد في الشارع الفلاني مكتبة ؟ فنقول لا ، ونؤكد أنه لا يوجد ، بينما هي موجودة ، لكن لم ننتبه مع أننا مررنا بجوارها مئات المرات .
إن كل موقف أو حدث أو حالة تمر بك تسأل نفسك : أين ذكرت في القرآن ؟ هل وردت في كتاب الله عزوجل ؟
وكم قرأنا وسمعنا عمن يندهش لغياب معنى آية من القرآن عن قلبه فتجده يقول: أهذه آية في القرآن ؟كأني أسمعها لأول مرة( ).
نعم إن قراءة معاني الآيات أمر يختلف تماما عن قراءة الألفاظ ، ونسيان المعاني وغيابها أمر يحصل مع أن اللفظ موجود واللسان ينطق به ويكرره .
المسألة الخامسة: القرآن والبرمجة اللغوية العصبية:
يقول الدكتور محمد التكريتي : " لو كان ملتون أريكسون( ) يعرف العربية ، وقرأ القرآن لوجد ضالته المنشودة فيما حاول أن يصل إليه من استخدام اللغة في التأثير اللاشعوري في الإنسان ، ذلك التأثير الذي يشبه السحر وما هو بسحر ، فقد سحر العرب مؤمنهم وكافرهم على حد سواء ، ولم يكونوا في بداية الأمر يعرفون سبباً لذلك "اهـ( ).
وهنا دعوة أوجهها إلى كل من اشتغل بهذا العلم بحثا عن السعادة والقوة والنجاح أن يبحث عنها في القرآن ، وأن يركز جهوده وفكره لربط الناس بالقرآن العظيم الذي ما أنزل إلا من أجل تحقيق القوة والسعادة للناس ، وتحريرهم من عبودية الشهوات والأهواء ، وجميع نقاط ضعفهم لينطلقوا في درجات القوة والنجاح في أرقى أشكالها ، وأعلى صورها .
وليس مقصود البحث بسط الكلام في هذه المسألة وإنما تعرضت لها لعلاقتها بتدبر القرآن ، ولأنها من أبرز المظاهر التي تؤكد أهمية معرفة مفاتيح تدبر القرآن والانتفاع به في الحياة ((
المسألة السادسة: لم لا تكون الدعوة بالقرآن:
لو تأملنا في حوار النبي § مع المدعوين ، وماذا كان يقول لهم ، لوجدنا أنه في كثير من المواقف يكتفي بتلاوة آيات من القرآن الكريم ، ويحدث هذا أثرا عظيما في النفوس ، لقد كانت قراءة النبي § لآية من القرآن تشد الكافر والمنافق والمشرك و تبين له الحق ، ولا يقل أحد إن هذا خاص بالنبي § بل هو ممكن لكل من سلك سبيله واقتدى به ، وهو بهذا مستجيب لربه سبحانه وتعالى الذي أمره بذلك إذ يقول : { فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ} [(45) سورة ق] ، وبقوله سبحانه : {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ } [(6) سورة التوبة]، {وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً} [(106) سورة الإسراء]،وقوله : {وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ} [(92) سورة النمل] .
فلم لا يكون حوارنا ، وتكون خطبنا ، ومواعظنا تنطلق وتدور في فلك آيات القرآن الكريم ، نبدأ بالاستشهاد بها في كل ما نريد إيصاله إلى المدعوين من تربية وتعليم .
إن البعض قد يعتذر قائلا : إن ما تدعو إليه صعب ، ونحن نشاهد الناس يتأثرون بالقصص والأمثلة والنماذج الحية أكثر من تأثرهم بالقرآن .
فأقول : إن هذا هو أساس المشكلة التي نحاول علاجها في هذا البحث ، وهو لماذا نتأثر بالقصص والحكايات ، ولا نتأثر بالآيات ؟
إن بعض الدعاة ممن يكثر القصص يتعلل بقوله : إن الناس لا يطيقون أو لا يفهمون ذلك ، فنحن نقرب لهم الأمر بالقصص والحكايات والأدبيات التي تؤثر في نفوسهم ، وهذا غير صحيح ، فالعيب في الداعية نفسه وليس في الطريقة أو المنهج ، وليس العيب في الناس ، بل إنه متى استشعر الداعية عظمة القرآن وكان معايشا له متعمقا فيه فإن أثر قراءته لبضع آيات لا يقارن بأثر قصة أو طرفة أو مشهد من هنا وهناك وجرب تجد ( ).
إنها كلمة أوجهها إلى المصلحين ، والمربين ، والقائمين على مكاتب الدعوة ، وأقسام القوة المعنوية في القطاعات العسكرية والأمنية ، وحلقات تحفيظ القرآن بأن يركزوا جهودهم على هذا الأمر بألوان وأساليب متنوعة فيه تقريب وتدريب وتعليم فردي يوصل المتلقي إلى هدف إتقان هذه المفاتيح العشرة حسب الاستطاعة ، ففي هذا اقتداء بالنبي § وتوفير للأوقات والجهود والأموال التي تصرف على الدعوة والإصلاح ، وفي هذا علاج قوي وسريع المفعول وطويل الأمد .
إن أي وسيلة دعوية يجب أن تربط مباشرة بالقرآن فإن كانت تحقق فهم القرآن والتأثر به حسن فعلها وإلا فتركها أولى وأحرى .
إن انشغال الناس بمؤلفات الناس وطلبهم العافية والشفاء النفسي والقوة المعنوية منها يشبه أسلوبهم في التغذية البدنية الجسدية ؛ حيث اقتصروا على أطعمة ترضي الذوق والمزاج بينما هي تهدم الجسد وتهلكه.
المسألة السابعة: القرآن يحيى القلوب كما يحيى الماء الأرض:
قال الله تعالى : {اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [(17) سورة الحديد] ، وقد جاءت هذه الآية بعد قول الله تعالى : {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} [(16) سورة الحديد] ، وفي هذا إشارة إلى أن حياة القلوب تكون بذكر الله تعالى وما نزل من الحق وهو القرآن مثل ما أن حياة الأرض الميتة يكون بالماء ، قال مالك بن دينار’: " ما زرع القرآن في قلوبكم يا أهل القرآن ؟ إن القرآن ربيع المؤمن كما أن الغيث ربيع الأرض " اهـ ( ) ، وهذا أمر مشاهد ظاهر للعيان ، ومن المشاهدات في هذا الأمر ما نشاهده من زكاة القلوب ورقتها في رمضان حين يتوالى عليها سماع القرآن وقراءته ويكثر ذلك ، ثم إنك ترى هذه الحياة التي حصلت للقلوب في رمضان تبدأ بالتلاشي بالتدريج بعد رمضان حين تنقطع عن القرآن الكريم .
فمن أراد حياة قلبه فعليه بسقيه بربيع القلوب القرآن وبكميات وكيفيات مناسبة لإحداث الحياة كما سيأتي تفصيله في ثنايا هذا البحث .
المسألة الثامنة: وقفة مع آية :
وهي قول الله تعالى : {لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} [(164) سورة آل عمران] .
إن تزكية الإنسان وإصلاحه له جهتان :
الأولى : العلم والتعليم ، أو الفكر ، أوالمنطق ، أوالإقناع ، أوالمعتقدات .... الخ من المصطلحات في هذا المعنى.
الثانية : العمل ، أو التربية ، أو التدريب ، أو السلوك ... الخ من المصطلحات .
والقرآن الكريم يحقق الأمرين معا بأكمل وجه وأحسن صورة لمن آمن به وسلك الأسباب الموصلة لذلك.
إن القرآن الكريم بحق هو كتاب التربية والتعليم الذي يغني عما سواه ، ولا يغني عنه غيره ، ولقد أجاد ابن القيم في كتابه مفتاح دار السعادة في بيان هاتين الجهتين والعلاقة بينهما ، فمن المعلوم المقرر أن سلوك الإنسان وتصرفاته لا تصدر بعفوية أو عشوائية ، وإنما تقوم على فكر ومعتقد ، وتراكمات علمية بنيت على مر الأيام ، وعلى خبرات تم تخزينها مع تكرار المواقف والتصرفات منذ الطفولة إلى أن صار رجلا ، فمتى أردت الطريق المختصر لتغيير شخص فعليك بتغيير معتقداته وأفكاره ، دون أن تتعب نفسك بملاحقة مفردات سلوكياته وتصرفاته ، وهذا ما يحققه القرآن الكريم لمن أخذ بمفاتحه .
الهدف الثاني :قراءة القرآن بقصد العمل به
المسألة الأولى: أهمية هذا المقصد:
قال علي بن أبي طالب _ : " يا حملة القرآن أو ياحملة العلم ؛ اعملوا به فإنما العالم من عمل بما علم ، ووافق علمه عمله وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم يخالف عملهم علمهم وتخالف سريرتهم علانيتهم يجلسون حلقاً يباهي بعضهم بعضا حتى إن الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره ويدعه أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله تعالى "اهـ( )
وعن الحسن البصري ’ قال :" أمر الناس أن يعملوا بالقرآن فاتخذوا تلاوته عملا"( ) ، وقال الحسن بن علي ’: "إقرأ القرآن ما نهاك فإذا لم ينهك فليست بقراءة"( ) ، وقال الحسن البصري ’: "إن أولى الناس بهذا القرآن من اتبعه وإن لم يكن قرأه( )"اهـ( ) ، وعن أبي عبد الرحمن السلمي ’ عن عثمان وابن مسعود وأبي بن كعب è :أن رسول الله § كان يقرؤهم العشر ، فلا يجاوزونها إلى عشر أخرى حتى يتعلموا ما فيها من العمل ، فتعلمنا القرآن والعمل جميعا"( ) ، ويقول الآجُرِّي ’ : "يتصفح القرآن ليؤدب به نفسه همته متى أكون من المتقين ؟ متى أكون من الخاشعين ؟ متى أكون من الصابرين ؟ متى أزهد في الدنيا ؟ متى أنهى نفسي عن الهوى ؟ "اهـ( ) ، وقال الحسن البصري ’ : " إن هذا القرآن قد قرأه عبيد وصبيان لا علم لهم بتأويله ... ، وما تدبر آياته إلا باتباعه ، وما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده ، حتى إن أحدهم ليقول : لقد قرأت القرآن كله فما أسقطت منه حرفا ، وقد والله أسقطه كله ، ما يرى القرآن له في خلق ولا عمل ، حتى إن أحدهم ليقول : إني لأقرأ السورة في نفس ! والله ما هؤلاء بالقراء ، ولا بالعلماء ، ولا الحكماء ، ولا الورعة ، متى كان القراء مثل هذا ؟ لا كثر الله في الناس مثل هؤلاء "اهـ( ) ، وسئلت عائشة ~ عن قول الله تعالى:{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}[(4) سورة القلم] ما كان خلق رســــول الله ؟ فقالت: " كان خلقه القرآن يغضب لغضبه ويرضى لرضاه"اهـ( ) ، جاء رجل بابنه إلى أبي الدرداء _ فقال : إن ابني هذا قد جمع القرآن ، فقال : اللهم غَفْراً ، إنما جمع القرآن من سمع له وأطاع "اهـ( ) ، وعن حذيفة _ قال: " يا معشر القراء استقيموا فقد سبقتم سبقا بعيدا ، فإن أخذتم يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا"اهـ ( ).
المسألة الثانية: مفهوم تطبيق هذا المقصد وكيفيته:
أن يقرأ القرآن بنية العمل ، بنية البحث عن علم ليعمل به ، فيقف عند آياته ينظر ماذا تطلب منه ، هل أمر يؤمر به ، أو شئ ينهى عنه ، أو فضيلة يدعى للتحلي بها ، أو خطر يحيق به يحذر منه ، وهكذا فإن القرآن هو الدليل العملي لتشغيل النفس وصيانتها ، ينبغي أن يكون قريبا من كل مسلم يربي به نفسه ويهذبها ، أن تقرأ القرآن بنية وقصد من يبحث عن حل لمشكــلة أو إصلاح خـــلل ، يبحث عن تفسير لظاهرة أو علاج لمرض ، أو تحليل لحالة من الحالات.
أما إذا كنا نبحث عن علاج مشكلاتنا التربوية في كتب فلان ، أوعلان ، أو في المجلات والصحف ، أو القنوات الفضائية ، فإننا بهذا قد عطلنا هذا المقصد المهم من مقاصد القرآن ، إن كل تربية لا تبنى مباشرة على القرآن فهي تربية قاصرة ولو أثمرت بعض الثمار مؤقتا استدارجا وابتلاء ، إن تربية الناشئة وتربية الشباب لا بد أن تبنى مباشرة على القرآن بأساليب ووسائل مناسبة.
إن البعض منا لما تعلق بالدنيا ومكاسبها المادية ابتلي وفتن بعلوم الغرب وأطروحاتهم ، وظن فيها النجاح والسعادة ، والقوة الإدارية والاقتصادية ، وهو يتأول لفعله هذا بشتى التأويلات ، ويحتج لتصرفه بكثير من الحجج.
الهدف الثالث : قراءة القرآن بقصد مناجاة الله
عن أبي هريرة _ أنه سمع النبي § يقول: " ما أذن الله لشئ ما أذن لنبي حسن الصوت يجهر بالقرآن "( ) ، ومعنى أذن : أي استمع ، وعن فضالة بن عبيد _ قال : قال رسول الله §: " لله أشد أُذُناً إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن يجهر به من صاحب القينة إلى قينته"( ) ، وعن عبد الله بن المبارك’ قال : سألت سفيان الثوري’ قلت : الرجل إذا قام إلى الصلاة أي شئ ينوي بقراءته وصلاته ؟ قال : ينوي أنه يناجي ربه "( ) ، وعن البياضي _ أن رسول الله § خرج على الناس وهم يصلون ، وقد علت أصواتهم بالقراءة فقال : إن المصلي يناجي ربه عزوجل فلينظر ما يناجيه ، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن"( ) ،وقال قتادة’: "ما أكلت الكراث منذ قرأت القرآن"( ) ، وقال أبو مالك’: إن أفواهكم طرق من طرق الله تعالى فنظفوها ما استطعتم قال : فما أكلت البصل منذ قرأت القرآن"( ) .
فالمسلم عند قراءته للقرآن عليه أن يستحضر هذا المقصد العظيم لكي يشعر بلذة القراءة حينما يستحضر أن الله يراه ويستمع لقراءته وهو يقرأ ويمدحه ويثني عليه ويباهي به ملائكته المقربين ، إن أحدنا لو ظن أن رئيسه ، أو والده أو أميرا ينظر إلى قراءته ويمدحه لاجتهد في ذلك ، فكيف والذي يستمع إليه ويثني عليه ملك الملوك الذي له ما في السموات ومافي الأرض وما بينهما وما تحت الثرى .
فالقارئ يستشعر أن الله يخاطبه مباشرة ، وأن الله تعالى يسمع قراءته ، فإذا مر بآية فيها تسبيح سبح ، وإذا مر بآية فيه وعيد استعاذ ، وإذا مر بسؤال سأل .
هذا ما أعنيه بالمناجاة ....عن حذيفة _ قال : " صليت مع النبي § ذات ليلة فافتتح البقرة ، فقلت يركع عند المائة ثم مضى ، فقلت يصلي بها في ركعة( ) فمضى ، فقلت يركع بها ، ثم افتتح النساء فقرأها ، ثم افتتح آل عمران فقرأها ، يقرأ مترسلا ، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح ، وإذا مر بسؤال سأل ، وإذا مر بتعوذ تعوذ"( ) .
هكذا تكون المناجاة بالقرآن ، إنها قراءة حية يعي فيها العبد ماذا يقرأ ؟ ولماذا يقرأ ؟ ومن يخاطب بقراءته ؟ وماذا يحتاج منه ؟ وما يجب له نحوه من التعظيم والتقديس .
تذكر دائما إذا مررت بصفة من صفات النجاح والسعادة أن تسأل الله تعالى إياها ، وإذا مررت بصفة من صفات الشقاء والفشل والنكد والضيق أن تستعيذ بالله من شرها.
ثم إن تربية النفس على هذا المقصد يقوي فيها مراقبة الله تعالى في حال النشاط وهي مقبلة فيكون حاجزا لها عند الفتور والإدبار.
قال ابن القيم’: " إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعـــــه ، وألق سمعك ، واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه إليه ، فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله § "اهـ( )
فائدة :
تذكَّر أنه يجتمع لك في المناجاة بالقرآن خمس معان مجموعة في قولكحرس مع) الحاء : أن الله يحبك حين تقرأ القرآن ، الراء : يراك ، السين : يسمعك ، الميم: يمدحك ، العين : يعطيك ، فاستحضر هذه المعاني حين القراءة ولا تدعها تفوت عليك .
الهدف الرابع : قراءة القرآن بقصد الثواب
ورد في ترتيب الثواب على قراءة القرآن نصوص كثيرة اذكر طرفاً منها للتذكير بهذا الأمر المهم: فعن ابن مسعود _ قال قال رسول الله § : "من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف"( ) ، وعن زيد بن أرقم _ أن النبي § قال: "ألا إني تارك فيكم ثِقْلين :أحدهما :كتاب الله عزوجل ، هو حبل الله ، ومن اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على ضلالة"( ) ، وعن أبي سعيد الخدري _ قال : قال رسول الله § :" كتاب الله هو حبل الله الممدود من السماء إلى الأ