، وعن جابر بن عبد الله ù قال : " كان النبي § يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ثم يقول : أيهم أكثر أخذا للقرآن ؟ فإذا أشير له إلى أحدهما قدَّمه في اللحد "( ) ، وعن عائشة~ قالت : قال رسول الله §: الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة ، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران"( ) ، وعن عثمان _ قال : قال رسول الله § :"خيركم من تعلم القرآن وعلمه"( ) ، وعن أبي هريرة _ قال : قال رسول الله § :" تعلموا القرآن فاقرؤه وأقرئوه ، فإن مثل القرآن لمن تعلمه فقام به كمثل جراب محشو مسكا يفوح ريحه في كل مكان ، ومثل من تعلمه فرقد وهو في جوفه كمثل جراب أوكي على مسك "( ) ، وعن أبي أمامة _ قال : سمعت رسول الله § يقول:" اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه" ( ) ، وعن عبدالله بن عمرو ù أن رسول الله § قال: " الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام : أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشعني فيه قال فيشفعان"( ) ، وعن جابر _ عن النبي § :" القرآن شافع مشفع ، وماحلٌ مُصَدَّق ، من جعله أمامه قاده إلى الجنة ، ومن جعله خلف ظهره ساقه إلى النار"( ) ، وعن النواس بن سمعان _ عن النبي §قال : يأتي القرآن وأهله الذين يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران"( ) ، وعن ابن عباس _ قال : قال رسول الله § :"إن الذي ليس في جوفه شئ من القرآن كالبيت الخرب"( ) ، وعن عمر _ قال : أما إن نبيكم § قد قال : "إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين"( ) وعن أبي موسى الأشعري _ قال : قال رسول الله § : " مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب ، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن( ) كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو ، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر"( ) ، وعن أبي هريرة _ قال : قال رسول الله §: " ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده" ( ) ، وعن عبد الله بن مسعود _ - مرفوعا- " من سره أن يحب الله ورسوله فليقرأ في المصحف "( ) ، وقال ابن عباس ù : " لو أن حملة القرآن أخذوه بحقه وما ينبغي له لأحبهم الله ولكن طلبوا به الدنيا فابغضهم الله وهانوا على الناس"اهـ( ) ، وعن ابن مسعود _ قال:"إن هذا القرآن مأدبة الله فخذوا منه ما استطعتم فإني لا أعلم شيئا أَصْفرَ من خير من بيت ليس فيه من كتاب الله شئ ، وإن القلب الذي ليس فيه من كتاب الله شئ خرب كخراب البيت الذي لا ساكن فيه "( ) ، وقال أيضا _: " إن هذه القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن ولا تشغلوها بغيره"( ) ، وقال أبو هريرة _ : " البيت الذي يتلى فيه كتاب الله كثر خيره وحضرته الملائكة وخرجت منه الشياطين والبيت الذي لا يتلى فيه كتاب الله ضاق بأهله وقل خيره وحضرته الشياطين وخرجت منه الملائكة "( ) ، والنصوص في هذا الباب كثيرة وإنما قصدت ألا يخلو هذا البحث من طرف منها ليكون ترسيخا لهذا الهدف من أهداف قراءة القرآن ، ومن أراد التوسع فعليه بكتب السنة يقطف منها ما لذ وطاب من الكلام المستطاب ؛ فما ذكرته هنا غيض من فيض وقليل من كثير والله الهادي إلى سواء السبيل .
الهدف الخامس: قراءة القرآن بقصد الاستشفاء به
قال الله تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } [(57) سورة يونس] ، وقال تعالى {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا} [(82) سورة الإسراء] ، وقال الله تعالى : { قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ} [(44) سورة فصلت].
فالقرآن شفاء للقلوب من أمراض الشبهات والشهوات ، وشفاء للأبدان من الأسقام ، فمتى استحضر العبد هذا المقصد فإنه يحصل له الشفاءان : الشفاء العلمي المعنوي ، والشفاء المادي البدني بإذن الله تعالى ، عن علي _ قال : قال رسول الله §: "خير الدواء القرآن"( ) ، وعن عائشة ~ أن رسول الله § دخل عليها وامرأة تعالجها ، أو ترقيها ، فقال : عالجيها بكتاب الله "( ) . والشفاء بالقرآن يحصل بأمرين : الأول : القيام به ، وخاصة في جوف الليل الآخر ، مع استحضار نية الشفاء ، والثاني : الرقية به( ) ، فالريق الناتج من تلاوة آيات القرآن الكريم له أثر عظيم في القوة والنشاط ، والصحة والعافية لا يرقى إليه أي خلطة من خلطات الأعشاب أو مركب من مركبات الصيادلة ، ولا أظن مسلما ينكر أثر النفث بالآيات في الشفاء والعلاج ، ولكن ليس من أي أحد ، وأيضا هو ممكن لكل أحد ، ممن يأخذ بالأسباب.
وليس هذا موضع بسط هذه المسألة ، وإنما المقصود التذكير بأن يستحضر قارئ القرآن هذا الأمر العظيم حين قراءته ليحصل على أعلى درجات التأثير والنفع ، ومن اراد الاستزادة فعليه بمراجعة كتاب الطب النبوي لابن القيم فقد فصل وأجاد الحديث عن هذه المسألة وفيه كلام نفيس يحسن الرجوع إليه .
المفتاح الثالث: القيام بالقرآن
إن هذا المفتاح من أهم مفاتح تدبر القرآن ، وأعظمها شأنا ، وقد ورد عدد من النصوص تؤكد أهميته ، من ذلك قول الله تعالى : {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا} [(79) سورة الإسراء] ، وقول الله تعالى : {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ‡† قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً ‡† نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً ‡† أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً ‡† إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً ‡† }[1-5 سورة المزمل] ، وقول الله تعالى : {لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ} [(113) سورة آل عمران] ، وقول الله تعالى :{أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ}[ (9) سورة الزمر] ، وقال §: "لا حسد إلا في اثنتين رجل أتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار "( ) ، فانظر إلى قوله : (ينفقه) مع قوله (يقوم به) فيؤخذ منه أن من آتاه الله القرآن ولم يقم به أي لم يقرأه في صلاة فهو مثل من آتاه الله مالا ولم ينفقه ، ويؤكد هذا الحديث الآتي : عن أبي هريرة _ قال : قال رسول الله §: " تعلموا القرآن فاقْرَؤوه وأقْرِؤوه ، فإن مثل القرآن لمن تعلمه فقام به كمثل جراب محشو مسكا يفوح ريحه في كل مكان ، ومثل من تعلمه فرقد وهو في جوفه كمثل جراب أوكي على مسك"( ) فدل هذا الحديث على أن من آتاه الله القرآن فرقد ولم يقم به فهو مثل من اشترى طيبا وتركه مغلقا ولم يستخدمه ، ويبين الحديث التالي الهدف من القيام بالقرآن ، وسبب هذا الفرق الكبير بين من يقوم به ، ومن لا يقوم به ، عن ابن عمر ù عن النبي § أنه قال: " إذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره وإن لم يقم به نسيه "( ) ، فهذا هو بيت القصيد وهو حجر الزاوية في تدبر القرآن والانتفاع به ؛ إنه تذكر آيات القرآن الكريم ، وكونها حاضرة في القلب في كل آن ، وخاصة في المواقف الصعبة في الحياة ، مواقف الشدة والذهول ، المواقف التي يفتن فيها المرء ويمتحن ويختبر ، فمن كان يقوم به آناء الليل ، وآناء النهار فتجد إجابته حاضرة وسريعة وقوية ، تجده وقافا عند كتاب الله تعالى ، وأما من كان مفرطا في استخدام هذا المفتاح فما أسرع ما يسقط ويهوي ، ويدل لهذا المعنى قول الله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [(153) سورة البقرة] ، فالصبر هو ثمرة العلم ، والعلم وسيلته القراءة بتدبر ، وهو حاصل لمن قرأ القرآن في صلاة ، لذلك قرن الله تعالى بينهما في أكثر من موضع ، وكان النبي § إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة ، ويطيل فيها قراءة القرآن كما في صلاة الكسوف ، فمن يتربى على هذا المفتاح - وخاصة من الصغر - يسهل عليه الانتفاع به في الحياة ، أما من لم يترب عليه فإنه تضيق به الحياة في حال الشدة ، وتضيع عليه الحياة حال الرخاء.
إن اجتماع القرآن مع الصلاة يمكن أن يشبه باجتماع الأكسجين مع الهيدروجين حيث ينتج من تركيبهما الماء الذي به حياة الأبدان ؛ فكذلك اجتماع القرآن مع الصلاة ينتج عنه ماء حياة القلب وصحته وقوته ، ولذلك فلا تعجب من كل هذا الفضل الذي رتب على هذا العمل ، عن عبد الله بن عمرو ù عن رسول الله § أنه قال : " من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ، ومن قام بمئة آية كتب من القانتين ، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين"( ) ، وعن أبي هريرة _ قال : قال رسول الله §: أيحب أحدكم إذا رجع إلى أهله أن يجد ثلاث خلفات عظام سمان ؟ قلنا : نعم ، قال : فثلاث آيات يقرأ بهن أحدكم في صلاة خير له من ثلاث خلفات عظام سمان"( ) ، وبالإضافة إلى ما سبق ذكره فقد دلت نصوص على أن العبد إذا دخل في الصلاة فإنه يزداد قربا من الله تعالى ، وأنه سبحانه يقبل عليه بوجهه ، من ذلك ما جاء عن أنس _ أن النبي §: قال : "أيها الناس إن أحدكم إذا كان في الصلاة فإنه مُنَاجٍ ربه ، وربه فيما بينه وبين القبلة "( ) ، وعن أبي هريرة _ قال : قال رسول الله §:"إذا كان أحدكم في صلاة فلا يبزقن أمامه فإنه مستقبل ربه"( ) ، قال ابن جريج ’ قلت لعطاء ’: أيجعل الرجل يده على أنفه أو ثوبه ؟ قال: فلا ، قلت من أجل أنه يناجي ربه ؟ قال : نعم ، وأحب ألا يخمر فاه"( ) ، قال عطاء ’:"بلغنا أن الرب يقول : إلى أين تلتفت ؟ إليَّ يا ابن آدم ؛ إني خير لك ممن تلتفت إليه"( ) ، ولو لم يكن في القراءة داخل الصلاة إلا الانقطاع عن الشواغل والملهيات لكفى ، فإن المصلي إذا دخل في الصلاة حرم عليه الكلام والالتفات والحركة من غير حاجة ، فهذا أعون على التدبر والتفكر وأجمع للقلب ، وأيضا فإن من حوله لا يقاطعه ولا يشغله ما دام في صلاته.
المفتاح الرابع : أن تكون القراءة في ليل
إن الليل - وخاصة وقت السحر- من أفضل الأوقات للتذكر ، فالذاكرة تكون في أعلى مستوى بسبب الهدوء والصفاء ، وبسبب بركة الوقت حيث النزول الإلهي ، وفتح أبواب السماء ، فأي أمر تريد تثبيته في الذاكرة بحيث تتذكره خلال النهار فقم بمراجعته في هذا الوقت ، وقد استفاد من هذا أهل الدنيا من أهل السياسة والاقتصاد وخاصة الغرب ؛ حيث ذكر عدد منهم أنه يقوم بمراجعة لوائحة ، أو حساباته ، أو معاملاته وأوراقه في مثل هذا الوقت وأنه يوفق للصواب في قراراته ، فأهل القرآن أهل الآخرة أولى باغتنام هذه الفرصة لتثبيت إيمانهم وعلمهم ، وإن من الحقائق التاريخية الجديرة بالدراسة والتأمل تلك العلاقة بين قوة المسلمين وبين قيامهم بالقرآن في الليل ، فمن خلال تأمل سريع تجد أن انتصارات المسلمين وجدت حينما كانت جنوده توصف بأنهم : (رهبان بالليل فرسان في النهار ) ، ومما يدل على كون القراءة في ليل أحد مفاتح التدبر قول الله عز وجل : {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا} [(79) سورة الإسراء]، وقول الله عزوجل :{ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً } [(6) سورة المزمل] قال ابن عباس ù : "هو أجدر أن يفقه القرآن " ، ويقول ابن حجر - عن مدارسة جبريل À لرسول الله § في كل ليلة من رمضان -: " المقصود من التلاوة الحضور والفهم ، لأن الليل مظنة ذلك لما في النهار من الشواغل والعوارض الدنيوية والدينية "اهـ( ) ، وقال الله تعالى : {لَيْسُواْ سَوَاءً مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ} [(113) سورة آل عمران] ، وقال الله تعالى : {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} [ (9) سورة الزمر] ، وقال الحسن بن علي ù: " إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل ، ويتفقدونها في النهار "اهـ( ) والشاهد قوله : "يتدبرونها بالليل" ، وقال ابن عمر ù : "أول ما ينقص من العبادة : التهجد بالليل ، ورفع الصوت فيها بالقراءة"( ) ، وقال الشيخ عطيه سالم ’ - حاكياً عن شيخه الشنقيطي ’ -: " وقد سمعت الشيخ يقول : لا يثبت القرآن في الصدر ، ولا يسهل حفظه ، وييسر فهمه إلا القيام به في جوف الليل "اهـ( ) ، وقال السري السقطي’ : " رأيت الفوائد ترد في ظلام الليل"( ) ، قال النووي ’: "ينبغي للمرء أن يكون اعتناؤه بقراءة القرآن في الليل أكثر ، وفي صلاة الليل أكثر ، والأحاديث والآثار في هذا كثيرة ، وإنما رجحت صلاة اليل وقراءته لكونها أجمع للقلب ، وأبعد عن الشاغلات والملهيات والتصرف في الحاجات ، وأصون عن الرياء وغيره من المحبطات ، مع ماجاء به الشرع من إيجاد الخيرات في الليل ، فإن الإسـراء بالرسول § كان ليلا "اهـ( ) ، وعن عمر بن الخطاب _ قال : قال رسول الله § : " من نام عن حزبه أو عن شئ منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل"اهـ ( ) وفي هذا دلالة واضحة على أن الأصل في القيام بالحزب من القرآن هو الليل ، وفي حالة العذر فإنه يعطى الثواب نفسه إذا قضاه في النهار ، قال أبو داود الجفري ’ : دخلت على كرز بن وبرة ’ في بيته ، فإذا هو يبكي ، فقلت: ما يبكيك ؟ قال : إن بابي مغلق وإن ستري لمسبل ومنعت حزبي أن أقرأه البارحـة ، وما هو إلا ذنب أحدثته "( ) .
إن القراءة للقلب مثل السقي للنبات ، فالسقي لا يكون في حر الشمس فإن هذا يضعف أثره خاصة مع قلة الماء فإنه يتبخر ، وكذلك قراءة القرآن إذا كانت قليلة ، وكانت في النهار وقت الضجيج والمشغلات ، فإن ما يرد على القلب من المعاني يتبخر ولا يؤثر فيه ، وهذا يجيب على تساؤل البعض إذ يقول : إني أكثر قراءة القرآن لكن لا أتأثر به ؟ فلما سألته : متى تقرأ القرآن ؟ تبين أن كل قراءته في النهار ، وفي وقت الضجيج ، وبشئ من المكابدة لحصول التركيز فكيف سيتأثر ؟
المفتاح الخامس : التكرار الأسبوعي للقرآن أو بعضه
المسألة الأولى : أهميته
القرآن أنزل ليعمل به ، ووسيلة العمل به العلم به أولا ، وهو يحصل بقراءته وتدبره ، وكلما تقاربت أوقات القراءة ، وكلما كثر التكرار كان أقوى في رسوخ معاني القرآن الكريم ، ومن أجل ذلك كان السلف يواظبون على قراءة القرآن ، ويحرصون على كثرة تلاوته وتكرارها ، ومن ظن أنهم يقرأونه من أجل ثواب القراءة فحسب فقد قصر فهمه في هذا الباب ، عن عمر بن الخطاب _ قال : قال رسول الله § : "من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل"( ) ، وقال عقبة بن عامر الجهني _ : "ما تركت حزب سورة من القرآن من ليلتها منذ قرأت القرآن "( ) وعن المغيرة بن شعبة _ قال : " استأذن رجل على رسول الله وهو بين مكة والمدينة فقال : قد فاتني الليلة حزبي من القرآن وإني لا أوثر عليه شيئا"( ) ، وعن خيثمة ’ قال : " انتهيت إليه - يعني : عبد الله بن عمرو ù - وهو يقرأ في المصحف فقال : هذا حزبي الذي أريد أن أقوم به الليلة"( ) ، وعن القاسم ’ قال : كنا نأتي عائشة ~ قبل صلاة الفجر ، فأتيناها ذات يوم( ) ، فإذا هي تصلي ، فقالت نمت عن حزبي في هذه الليلة فلم أكن لأدعه"( ) ، وعن أبي بكر بن عمرو بن حزم ’ : أن رجلاً استأذن على عمر _ بالهاجرة فحجبه طويلا ، ثم أذن له فقال : إني كنت نمت عن حزبي فكنت أقضيه"( ) ، وعن ابن الهاد ’ قال سألني نافع بن جبير بن مطعم ’ فقال لي : في كم تقرأ القرآن؟ فقلت: ما أحزبه ، فقال لي نافع : لا تقل ما أحزبه ، فإن رسول الله § قال : قرأت جزءاً من القرآن "( ) ، فهذه النصوص وغيرها مما نقل عن السلف في هذه القضية المهمة تؤكد على ضرورة تحزيب القرآن والمحافظة على ما يتم تحزيبه ، وأن يكون له الأولوية الأولى في كل وقت .
ينبغي أن يوجد الحرص التام عليه وأن يقدم على كل عمل ، وألا يهدأ لك بال حتى تقوم به ، حتى تؤديه في وقته ، أو تقضيه إن فات أداؤه في وقته ، إن العمل الذي لا تقضيه إذا فات يعني تساوي الفعل والترك عندك ، وهذا دليل على عدم أهميته لديك ، متى وجد هذا الحرص فهو مفتاح النجاح في الحياة ، إنه مفتاحٌ لا نحتاج إلى إثبات نجاحه بالتجربة ، فهو ثابت بالخبر عن الله تعالى وعن رسوله § ، كما قال الله تعالى:{ فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى } [(123) سورة طه ] ، وهل يعقل أو يتصور أن يوجد اتباع دون قراءة مستمرة ، دون مذاكرة لقواعده وتوجيهاته ، كما سبق البيان أننا في واقع الحياة نجد أن الإداري الذي لا يحفظ اللائحة ولا يعي ما فيها هو إداري فاشل ، والطالب الذي لا يذاكر دروسه كذلك ، ومتى علم الله منك صدق الرغبة والحرص على هذا الغذاء فإنه يفتح لك أبوابه ويبارك لك فيه ، ويمتد أثره ليشمل جميع جوانب حياتك ، لا أقول إن التجربة تشهد لذلك ، فثبات نتائج هذا العمل أقوى وأصدق من أن تخضع للتجربة ، وما يوجد في حياتنا من نقص إنما هو بسبب ترك وإهمال هذا العمل اليسير على من يسره الله عليه ، العظيم في نفعه وأثره الشامل في تحقيق النجاح الكامل لكل من أخذ به بدقة ، وهو مجاني لا يحتاج إلى دورات ولا رسوم ولا مدرب .
إن عادات النجاح ليست سبعا ولا عشراً بل هي عادةٌ واحدة ، إنها المحافظة على قراءة حزبك من القرآن ، بل هي عبادة وليست عادة ، من يسر الله له المحافظة عليها حصلت له كل معاني النجاح الدينية والدنيوية.
المسألة الثانية : كيفية تحــزيب القرآن ومدة الخــتم
قراءة القرآن مثل العلاج لا بد أن يكون بمقدار معين لا يزيد عليه ولا ينقص حتى يحدث أثره ، مثل المضاد الحيوي إن طالت المدة ضعف أثره ، وإن تقارب أكثر من المناسب أضر بالبدن ، فكذلك قراءة القرآن المدة التي أقرها النبي §لأمته ، لمن رغب في الخير هي سبعة أيام إلى شهر ، ونهى عن أقل من ثلاث ، وجاءت نصوص في النهي عن هجر القرآن أكثر من أربعين يوما.
عن أوس بن حذيفة الثقفي _ قال : قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد ثقيف فنزلوا الاحلاف على المغيرة بن شعبة _، وأنزل رسول الله § بني مالك في قبة له فكان يأتينا كل ليلة بعد العشاء فيحدثنا قائما على رجليه حتى يراوح بين رجليه وأكثر ما يحدثنا ما لقي من قومه من قريش ويقول : ولا سواء كنا مستضعفين مستذلين فلما خرجنا إلى المدينة كانت سجال الحرب بيننا وبينهم ندال عليهم ويدالون علينا فلما كان ذات ليلة أبطأ عن الوقت الذي كان يأتينا فيه فقلت : يار سول الله لقد أبطأت علينا الليلة قال : فإنه طرأ علي حزبي من القرآن فكرهت أن أخرج حتى أتمه قال أوس بن حذيفة سألت أصحاب رسول الله كيف يحزبون القرآن ؟ قالوا : ثلاث وخمس وسبع وتسع وإحدى عشرة وثلاث عشرة وحزب المفصل " ( ) ، وذكر عن عثمان _ أنه كان يفتتح ليلة الجمعة بالبقرة ويختم ليلة الخميس ، وعن عائشة ~ قالت : "إني لأقرأ جزئي أو قالت سبعي وأنا جالسة على فراشي أو على سريري"( ) ، وقال عبدالله ابن مسعود _ :" لا يقرأ القرآن في أقل من ثلاث اقرأوه في سبع ويحافظ الرجل على حزبه" ( ) ، قال النووي ’ - عن الختم في سبع -: "فعل الأكثرين من السلف" ، وقال السيوطي ’: " وهذا أوسط الأمور ، و أحسنها ، وهو فعل الأكثر من الصحابة وغيرهم " .
الأولى أن يكون تحزيب القرآن وتقسيمه على السور- قدر الإمكان - بمعنى أن تقرأ السورة في الليلة الواحدة كاملة ، وأن يكون التقسيم والتوزيع متوافقا مع نهايات السور ، وهذا هو السنة ، وعليه عمل الصحابة والتابعين ، أما الأحزاب والأجزاء والأثمان المعروفة اليوم فلم تأت إلا متأخرة ، علاوة على ما فيها من بتر للمعاني وتقطيع للسور ، ومن أراد تفصيل القول في هذه المسألة فليراجع ما كتبه شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الجزء الثالث عشر.
المسألة الثالثة : كيفية تطبيق هذا المفتاح
القيام بالقرآن كاملا في كل أسبوع يحتاج الوصول إليه إلى التدرج والتدريب شيئا فشيئا ، ومن ذلك تطبيق قاعدة : ( أدومه وإن قل) ، فمن الممكن أن تكون البداية بالمفصل يحزبه سبعة أحزاب لكل يوم من أيام الأسبوع حزب ، أو من الممكن أن تكون البداية بجزء (عم) يقسمه سبعة أقسام وكل ليلة يقرأ بقسم ، يكرر هذا كل أسبوع ، ثم ينظر النتيجة كيف تكون ؟ وعندما يرى الأثر والفائدة فإن هذا سيدفعه إلى الزيادة ، ولتكن بالتدريج ، فيزيد المقدار وبنفس الطريقة يتم توزيع المقدار الجديد إلى سبعة أقسام كل قسم منها يقرأ في ليلة ، بحيث يختم المقدار كل أسبوع حتى يرسخ ، حتى تثبت الآيات في القلب بصورة قوية يسهل استدعاؤها في مواقف الحياة اليومية .
المفتاح السادس : أن تكون القراءة حفظا
المسألة الأولى: أهمية هذا المفتاح
مثل حافظ القرآن وغير الحافظ ؛ مثل اثنين في سفر ، الأول: زاده التمر ، والثاني: زاده الدقيق ، فالأول: يأكل متى شاء وهو على راحلته، والثاني: لا بد له من نزول ، وعجن ، وإيقاد نار ، وخبز ، وانتظار نضج .
والعلم مثل الدواء لا يؤثر حتى يدخل الجوف ، ويختلط بالدم ، وما لم يكن كذلك فإن أثره مؤقت ، ومثل الجهاز المزود ببطارية والجهاز الذي ليس كذلك ، الأول يمكن أن يشتغل في أي مكان أما الثاني فلا بد من مصدر كهرباء .
عن ابن عباس ù قال: قال رسول الله §: "إن الذي ليس في جوفه شئ من القرآن كالبيت الخرب "( ) ، وقال ابن تيمية ’ :" أنا جنتي وبستاني في صدري أَنَّى رُحْتُ فهي معي" ، وهو يريد بذلك القرآن والسنة التي في صدره تثبته وتزيده يقينا ، وقال سهل بن عبدالله ’: لأحد طلابه : أتحفظ القرآن ؟ قال : لا ؟ قال : واغوثاه لمؤمن لا يحفظ القرآن ! فبم يترنم؟ فبم يتنعم ؟ فبم يناجي ربه ؟ ، ويقول أبو عبد الله بن بشر القطان ’: "ما رأيت رجلا أحسن انتزاعا لما أراد من آي القرآن من أبي سهل بن زياد ’ ، وكان جارنا ، وكان يديم صلاة الليل ، وتلاوة القرآن ، فلكثرة درسه صار القرآن كأنه بين عينينه ينتزع منه ما شاء من غير تعب "( ) ، وهذا المقصود من كون الحفظ أحد مفاتح التدبر لأنه متى كانت الآية محفوظة فتكون حاضرة ، ويتم تنزيلها على النوازل والمواقف التي تمر بالشخص في الحياة اليومية بشكل سريع ومباشر ، أما إذا كان القرآن في الرفوف فقط ؛ فكيف يمكن لنا أن نطبقه على حياتنا ؟
المسألة الثانية: توضيح أثر الحفظ على الفهم والتدبر
إن علاج أي مشكلة له ثلاث صور :
الأولى : المعالجة الذهنية المجردة الشفهية من غير تحرير ولا ترتيب للحلول .
الثانية : المعالجة المكتوبة المحررة المرتبة .
الثالثة : المعالجة الذهنية لشئ مكتوب مسبقا ، ومحرر بمعنى حفظ ما تم التوصل إليه في علاج المشكلة كتابيا .
والصورة الثالثة هي أقواها ، تليها الثانية ، ثم الأولى ، وحفظ القرآن وتكرار قراءته هو من النوع الثالث ، فترديد الآية والتفكر فيها وهي محفوظة أفضل من تكرارها نظرا ، لأن مفعول الطريقة الثالثة يستمر ، بينما الثانية يقف عند إغلاق المصحف.
المسألة الثالثة: لماذا نحفظ القرآن ؟
بناء على ما تقرر ذكره في المفاتيح السابقة فإن الهدف الأول لحفظ القرآن هو : القيام به آناء الليل وآناء النهار ، والهدف من القيام به حفظ ما تضمنه من العلم بالله واليوم الآخر ، ذلكم العلم الذي يحقق السعادة والحياة الطيبة للإنسان ، ويحقق له الثبات في الأزمات ، والقوة للأمة في مواجهة أعدائها ، هذا هو الهدف الأهم لحفظ القرآن والذي ينبغي أن يركز عليه القائمون على التربية .
إن حفظ الألفاظ وسيلة وليس غاية ، وسيلة إلى حفظ المعاني ، والانتفاع بها في الحياة ، أما الاقتصار على حفظ الألفاظ فهو قصور في حق القرآن العظيم ، وهو انحراف عن الصراط المستقيم في رعايته والانتفاع به في الحياة الدنيا والآخرة .
المسألة الرابعة: كيف نحفظ القرآن الكريم ( الحفظ التربوي)
بناء على ما تقرر في المسألة السابقة ، وما تقرر في المفتاح الخامس ؛ أقول: إن حفظ القرآن حفظا تربوياً يتلخص في الخطوات التالية( ):
1- تكون بداية حفظ القرآن من سورة الناس ثم الفلق بعكس ترتيب القرآن ، فهذا الاتجاه يحقق التدرج والسهولة ، ويحقق ثبات السير في مشـروع حفظ القرآن ، ويُسَهِّل التدريب على القيام به( ) ، سواء كان الطالب صغيرا أو كبيرا ، وهو مُتَّبعٌ وناجح في مدارس تحفيظ القرآن الكريم بوزارة التربية والتعليم ، وهو على التحزيب بالسور سهل ميسور ، أما على التحزيب بالأجزاء والأثمان فهو عسير ، فالذين يتبعون الأجزاء والأثمان لا يرون أن يكون سير الحفظ من قصار السور لأنه يناقض الأجزاء والأثمان ، ولو جربوا التقسيم بالسور لتنفسوا الصعداء وتخلصوا من عبودية تلك الطريقة ، ولذاقوا لذة المرونة في الحفظ .
2- يقسم الحفظ إلى قسمين : الأول: (حفظ الجديد) ، الثاني: (القيام بالقرآن) .
4- يخصص النهار وهو من الفجر إلى المغرب لـ(حفظ الجديد).
5- يخصص الليل وهو من آذان المغرب إلى آذان الفجر لـ(القيام بالقرآن) مع تطبيق بقية مفاتيح التدبر العشرة.
6- ينقسم (حفظ الجديد) إلى قسمين : الأول : (الحفظ) ، الثاني : (التكرار) ، أما (الحفظ) فيحدد له موعد بعد الفجر ، وموعد بعد العصر ، وأما (التكرار) فيكون في صلاةِ نافلة أو فريضة خلال ساعات النهار.
7- تقليل مقدار (الحفظ الجديد) والتركيز أكثر على (التكرار) لما تم حفظه .
8- يقسم ما يتم حفظه إلى سبعة أقسام عدد أيام الأسبوع ، فيقوم كل ليلة بقسم ، وهذا القسم الثاني الذي سميته ( القيام بالقرآن ) وهو ما يعرف بالمراجعة.
9- كلما زاد المقدار المحفوظ يتم إعادة توزيع التقسيم الأسبوعي ليتناسب مع الزيادة ، مع ملاحظة أن أيام الأسبوع الأولى يكون مقدارها أقل لأنه لم يرسخ بعد .
10- يكون الحفظ سورة سورة ، ويكون حفظ السورة لأول مرة بالتقسيط ، فيمكن تقسيم السورة إلى عدد من الآيات حسب موضوعاتها ، وبعض الموضوعات الطويلة يمكن أن تقسم إلى مقطعين أو أكثر ، ويمكن جمع أكثر من موضوع في مقطع واحد إن كانت قصيرة ؛ فبعض الموضوعات تكون في آية واحدة فقط ؛ بل بعض الآيات تتضمن عددا من الموضوعات ، المهم ألاَّ يكون التقسيم عشوائيا ، ولا حسب الأوجه ، ولا حسب الأثمان( ) .
11- لا يصلح ولا يسوغ أبداً تجاوز أي سورة حتى يحفظها جملة ، مهما كانت طـويلة ، ويكررها - بعد حفظها جملةً - عدداً من المرات ، وفي أكثر من يوم .
12- من المفيد جدا تسميع ما ستقوم به الليلة على شخص آخر ، والأولى أن يكون من الأسرة ليحصل التواصي به ، والتعاون عليه .
13- إذا تبين ضعف حفظ بعض السور أثناء ( القيام بالقرآن ) ليلاً فتتم مراجعته وضبطه في نهار اليوم التالي له ، ولا يصح أن يبدأ بحفظ جديد والحالة هذه ، وغالبا ما يكون هذا في أيام الأسبوع الأولى التي تتضمن ما تم حفظه أخيرا .
14- من المهم جدا تطبيق المفاتيح العشرة بما في ذلك مفتاح الترتيل ، ومفتاح الجهر ، ولا يحسن السرعة والعجلة حين قراءة القرآن - حتى في حفظ الجديد - بحجة ضبط الحفظ ، فالسرعة تعني نسيان أهداف قراءة القرآن ، وهو المفتاح الثاني من المفاتيح العشرة ، وعند وجود هذه الحالة يعاد التذكير به من خلال قراءته في هذا الكتاب .
15- هذه الطريقة تعطي الحافظ الطمأنينة والسكينة إذا اقتنع بها وتربى عليها فلا عجلة ولا خوف نسيان ، بل وضوح تام لمقصود الحفظ ، واستثمار له من البداية
16- هذه الطريقة تقوم على مبدأ الحفظ التربوي) ، أما طريقةاحفظ وانس) فهي كما قال الأعمش ’: " مثل من يقدم له الطعام ثم يأخذ باللقمة تلو اللقمة ويرميها وراء ظهره ولا يدخلها إلى جوفه "( ) .